الاستقلالية والسلامة الجسدية والتحرر من العنف: تواجه الفتيات المراهقات والفتيان مخاطر بارزة من أشكال مختلفة من العنف، بسبب العادات المرتبطة بالنوع الاجتماعي. الفتيات معرضات بشدة لزواج الأطفال، حيث تتزوج اثنتان من كل خمسة قبل سن الثامنة عشرة؛ تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أو بترها (ختان الاناث)، مع خضوع نصفهن تقريباً لهذه الممارسة؛ وإلى العنف الجنسي، حيث تتعرض ثلث الفتيات المتزوجات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً للعنف على يد شريكهن. والعنف الذي يقوم به مرتكبو الجرائم الآخرون شائع أيضا. فقد وجدت إحدى الدراسات الاستقصائية، على سبيل المثال، أن تسع فتيات من كل 10 فتيات تعرضن للإيذاء البدني وأن سبعا من كل 10 فتيات تعرضن للإيذاء النفسي، وغالبا على أيدي أمهاتهن. يتعرض الفتيان بشكل اكبر للتأديب العنيف في المنزل والمدرسة، ومن المرجح أن يكونوا - ضحايا – البلطجة/ التنمر وعنف الشباب.
الصحة والتغذية والصحة الجنسية والإنجابية: نظرا ً لتوسع برنامج العاملين في مجال الإرشاد الصحي في إثيوبيا وانخفاض انعدام الأمن الغذائي، يتمتع المراهقون/ ات بفرص جيدة للحصول على الرعاية الوقائية الأساسية ويحصلون عموماً على تغذية أفضل من الفئة الأكبر سناً. حصول المراهقين/ ات الإثيوبيين على المعلومات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية متفاوتاً. حيث تنتشر الرسائل المتعلقة بمنع الحمل وفيروس نقص المناعة المكتسبة على نطاق واسع. فقد وجد المسح الديموغرافي والصحي لعام 2016، على سبيل المثال، أن 61 في المائة من المراهقات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً (ونحو 74 في المائة من الفتيان المراهقين) يعرفن أن فيروس نقص المناعة المكتسبة يمكن الوقاية منه باستخدام الواقي/ العازل، وأن الفتيات تصلهن رسالة تنظيم الأسرة عبر المذياع/ الراديو (24 في المائة) أو من خلال حدث مجتمعي (27%). ومع ذلك، فإن التوعية/ التعليم بشكل موسع في مجال الصحة الجنسية والإنجابية أمر نادر الحدوث. فإن العادات الاجتماعية التي تجعل المواضيع الجنسية من المحرمات وتوصم الحياة الجنسية للفتيات، تعني أن معظم المراهقين/ ات الأصغر سنا لديهم معلومات محدودة عن مرحلة البلوغ، وأن الفتيات يستقبلن الدورة الشهرية الأولى بخجل وخوف، وأن العديد من الفتيات لا يستطعن الحصول على وسائل منع الحمل بسبب العوائق/ الحواجز الاجتماعية.
الرفاه/ العافية النفسية والاجتماعية: لا يُعرف سوى القليل جداً عن الرفاه/ العافية النفسية والاجتماعية للمراهقين/ ات، على الرغم من أن مشاكل الصحة النفسية تؤثر فيما يبدو على عدد كبير من الأطفال والمراهقين/ ات (ما بين 12 في المائة و25 في المائة). وتميل الفتيات المتزوجات أو العاملات كخادمات في المنازل إلى العزلة الاجتماعية ويحتمل أن يكنّ مكتئبات وقلقات بشكل خاص.
القدرة على ابداء الرأي واتخاذ القرار: قدرة الفتيات على ابداء الرأي واتخاذ القرار محدودة أكثر من قدرة الفتيان، بسبب العادات الاجتماعية التي تقدرهن في المقام الأول كزوجات وأمهات. وقدرة الفتيات المتزوجات على ابداء الرأي واتخاذ القرار محدودة بشكل خاص، نظرا ً لأنهن عادة ما يكن أصغر سناً من أزواجهن. ومع تحسن فرص وصول وحصول الفتيات على التعليم (ونوادي الفتيات في المدارس) والعمل، أصبحن أكثر نشاطا في حياتهن.
التمكين الاقتصادي: لا نعرف الكثير عن التمكين الاقتصادي للمراهقين/ ات. فالمراهقون/ ات الأصغر سناً غير مرئيين فعلياً، ويعتبر المراهقون/ ات الأكبر سناً على نطاق العالم تقريباً جزءاً من المجموعة الأكبر التي تسمى "الشباب"، والتي تشمل المراهقين/ ات حتى سن الثلاثين. ومعدلات البطالة بين الشباب والنساء مرتفعة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أنه على الرغم من النمو الاقتصادي لا يستطيع الاقتصاد مواكبة النمو السكاني، ويقتصر معظم الشباب والنساء على سوق العمل غير الرسمي الذي يحصلون من خلاله على أجر زهيد ويفتقر إلى الحماية.
الدلائل والبراهين: الدلائل والبراهين المتعلقة بالمراهقين/ ات الإثيوبيين كبيرة – خاصة فيما يتعلق بالتعليم، وزواج الأطفال، والصحة الجنسية والإنجابية. ومع ذلك، يتضح من خرائط الأدلة التي وضعناها أنه لا يوجد اهتمام كاف بالتمييز بين الأعمار وأن التغطية الجغرافية غير متكافئة بشكل كبير، وبالتالي فإن هناك عدم كفاية في المعلومات عن الطرق التي تشكل بها العادات والممارسات الثقافية المتنوعة في إثيوبيا تجارب المراهقين.