لبنان
لبنان
Syrian girls at a community centre in Lebanon. Photo: Russell Watkins/DfID
السياق: لبنان بلد صغير على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وله حدود طويلة مع سوريا. تستضيف لبنان عدداً من اللاجئين أكبر من أي بلد آخر في العالم على أساس نصيب الفرد - بما في ذلك ما يقرب من مليون لاجئ سوري مسجل فضلاً عن 175,000 لاجئ فلسطيني مسجل. نسبة المواطنين اللبنانيين في سن المراهقة غير معروفة، حيث لم يكن هناك تعداد سكاني عام منذ ما يقرب من 100 عام.
التعليم والتعلم: حتى في المرحلة الابتدائية، لم يحقق لبنان معدل التحاق شامل للجميع - أقل بقليل من 90 في المائة من الفتيات يلتحقن بالمدارس الابتدائية (مقارنة بنسبة 95 في المائة للفتيان). وفي المرحلة الثانوية، لا تتجاوز معدلات التحاق الفتيات والفتيان 70 في المائة. الأطفال اللاجئون السوريون، ولا سيما المراهقون/ ات الأكبر سناً، لديهم فرص محدودة للغاية للوصول والحصول على التعليم. ومن بين الذين تتراوح أعمارهم بين ست سنوات و14 سنة، لا يوجد سوى 70 في المائة منهم ملتحقون في المدارس. ومن بين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، ينخفض معدل الالتحاق بالمدارس إلى 22 في المائة فقط.
الاستقلالية والسلامة الجسدية والتحرر من العنف: زواج الأطفال نادر نسبياً بين الفتيات اللبنانيات، لكنه شائع بشكل متزايد بين اللاجئين السوريين. ثلث الفتيات في بعض المجتمعات السورية يتزوجن قبل سن 18عاماً. وفي حين يبدو أنه لا توجد أبحاث ركزت على تجارب الفتيات والنساء في مجال العنف المبني على النوع الاجتماعي على المستوى الوطني، فقد وجد البحث الذي أجري مع اللاجئين أن الفتيات السوريات أكثر عرضة للعنف المبني على النوع الاجتماعي. كما وجدت معدلات عالية من البلطجة/ التنمر، وخاصة بالنسبة للفتيان.
الصحة والتغذية والصحة الجنسية والإنجابية: الأدلة على الصحة الجسدية للمراهقين/ ات اللبنانيين ضعيفة ومشتتة. ويبدو أن الأغلبية تركز على العدد المتزايد من المراهقين/ ات الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة وارتفاع معدلات تعاطي المخدرات، ولا سيما بالنسبة للفتيان. اللاجئون/ ات السوريون/ ات يواجهون معدلات عالية من انعدام الأمن الغذائي. وقد أظهر البحث أن عدداً قليلاً جداً من المراهقين/ ات – سواء كانوا لبنانيين أو سوريين أو فلسطينيين – يمكنهم الوصول والحصول على معلومات حول الصحة الجنسية والإنجابية.
الرفاه/ العافية النفسية الاجتماعية: تشير الأدلة إلى أن حوالي ربع المراهقين/ ات اللبنانيين/ ات كانوا قد تعرضوا مؤخراً لقلق بشأن الصحة النفسية. الفتيات أكثر عرضة لمشاكل "الاستدماج/ الانعكاس الداخلي"، مثل الاكتئاب والقلق، والفتيان أكثر عرضة لسوء التصرف. ويواجه المراهقون/ ات السوريون/ ات المزيد من الضغوطات، نظراً لتفككهم وفقرهم - الفتيات، اللواتي غالباً ما يبقين معزولات في المنزل، هن الأكثر حرماناً. وجدت إحدى الدراسات أن 5% فقط من المراهقات السوريات راضيات عن حياتهن. وعلى الرغم من أن أربعة أخماس المراهقين/ ات الفلسطينيين/ ات قد شهدوا حدثاً صادماً، فإن معظمهم راضون عن حياتهم لأنه قد أصبح
لديهم خلفية عن الصدمة ويرونها أمراً عادياً.
ابداء الرأي واتخاذ القرار: لا يوجد تقريباً بحوث تركز على ابداء الرأي واتخاذ القرار للمراهقين/ ات الذين يعيشون في لبنان – على الرغم من أن الأدلة التي لدينا محدودة إلا أنها تشير أن النسبة متدنية. تعاني الفتيات من الحرمان مقارنة بالفتيان بسبب العادات التقييدية المرتبطة بالنوع الاجتماعي. حيث أن امكانية وعدم امكانية الحركة/ الخروج مقيدة ويشعرن في كثير من الأحيان أنه ليس لديهن دور في مجتمعاتهن.
التمكين الاقتصادي: في حين أن ربع الفتيان المراهقين الأكبر سنا ً يعملون في سوق العمل، فإن أقل من فتاة واحدة من بين كل عشر فتيات تعمل. ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الفتيات تلتحق بالمدارس أكثر من الفتيان، ولكنه يرجع أيضا إلى العادات الاجتماعية التي تفترض إنه لا ينبغي للفتيات والنساء أن يعملن. ويظهر ذلك أيضا في معدلات البطالة، التي تبلغ ضعف معدلات البطالة بين الفتيات المراهقات مقارنة بالفتيان (20 في المائة مقابل 17 في المائة).
الأدلة والبراهين: يخلص تحليلنا للوضع إلى أنه باستثناء التعليم، فإننا لا نعرف الكثير عن قدرات المراهقين/ ات اللبنانيين/ ات. وفي الواقع، وبسبب الانقسامات الطائفية في البلاد، فإن العمر والنوع الاجتماعي رغم أنهما يعنيان الكثير إلا أنهما غير مرئيين. وبفضل تقييمات الاحتياجات التي أنجزتها المنظمات غير الحكومية، نعرف أكثر نسبياً عن بعض التهديدات التي تواجه الفتيات السوريات، مثل زواج الأطفال. وقد تم تجاهل الفتيات اللاجئات الفلسطينيات تجاهلا تاما تقريبا.